‘ مـد يـديـك.. اسحب يـدي، راقصني.. انا بحاجة لذلك ‘
رمقت ما حدث بعيون تطلق شرارات الغضب وهي تري تلك المتعلقة برقبة زوجها، تحتضنه بكل جراءة وبلا خجل، صـكت علي اسنانها غيظًا بدون ان تدري، وضمت كفة يدها علي هيئة قبضة، لم يتحمل كبريائها ك انثي ان تري زوجها مهما كان بينهم من خلافات ومهما بلغ كرهها له -كما تقول- في هيئة ك تلك!
همست وهي تضغط علي زر كرسيها المتحرك بعنف لتعود ادراجها الي الغرفة مرة اخري:-
_ماشي ياعـدي.. ماشي
لحظات مـرت، وسمعت طرق علي الباب ثم دخول عدي خلفه ظهرت تلك الفتاة، التي بلا شعور رمقتها بغير رضا وهي تتفحصها من اعلاها لاسفلها بكل تركيز، وما زادها ذلك الا غيظًا، فهي جميلة.. بل فاتنة، وذات جسد مثالي، وطول مثالي، كل ما بها ينطق بالجمال
زفرت بعنف وهي تبعد انظارها عنهم سويًا كي لا يروا غضبها، الذي لمحته نغم بالفعل فضحكت بداخلها بخبث وهي تري ان بالذي تراه هذا، خطتها ستنجح بأسرع مما تتوقع ايضًا..
قطع عدي هذا الجو المشحون بصوته بينما يقترب منها:-
_دي نغم يازهراء، الدكتورة اللي هتتابع معاكي كورس العلاج الطبيعي من انهاردة، أتمني المرة دي متعترضيش وتمشي علي الكورس كويس
رمقته بنظرات باردة، بينما داخلها يحترق ضيقًا ولم تجيبه
اقتربت نغم ومدت يدها لها، وهي تقول بأكثر نبرة رقيقة تملكها بقصـد:-
_هاي يازهراء..
سلمت عليها بأطراف اصابعها وهي تقول بقرف:-
_هاي ورحمة الله وبركاته ياختي
لفت نغم يديها حول ذراع عدي، ومالت عليه بغنج بينما تقول بأبتسامة واسعة:-
_عدي نسي يقول ليكي كمان اني صديقته المقربة
واقتربت تقبل وجنتيه بخبث، توسعت عينا الاخري بزهول من ما يحدث امام نصـب عينيها هكذا بلا خجل، بينما عدي أرتبك وهو يري زهراء توجه له نظرات ك سهام سامة ان اصابت قلبه ستطيح به بلا شـك!
ابعد نغم عنه وهو يتنحنح بحرج:-
_طيب انا همشي دلوقتي وهسيبكم سوا مع بعض، علشان تتعرفوا..
وغادر قبل ان يسمع لهم ردًا..
جلست نغم امامها وقالت بحماس:-
_قوليلي بقي، انا عرفت من عدي انك كنتي بتمشي عادي، فالحادثة دي حصلت من امتي؟ من كتير يعني ولا من مدة صغيرة! لان دا هيأثر علي التمرينات وكدا
****
كانت تجلس في حديقة منزله الواسعة، منزله العصري، ذو الطابقين والغرف النوم المحددة، الباقية غرف رياضيات وموسيقي وقراءة واشياء لا تستوعبها هي، منزل عجيب لم تري مثله من قبل، حتي انها وجدت غرفة مخصصه لـ النحت وبالغرفة أنواع لا بأس بها من الأتربة الغالية!
دومًـا.. ما كان نِـزار تلتف حوله هالة من الغموض، تشعر بالفضول ناحيته، فهو صامت.. بعيد عن الجميع، يعمل بكل صمت، بل يضرب اعداءه بكل صمت، فسوق العمل منذ ان دخله وهو يترك فيه علامات لا بأس بها علي مؤخرة أعنـاق شركائه، الذين لم يتوقع أحدًا ان يخرج لهم منافس، جاء هو وكسـر لهم تلك القاعدة.. ومثالًا منهم ‘ رشوان الباذ ‘ مثلا!
فهي لا تنسي نظرة الرعب والغضب التي تشتعل في عيناه كلما جاءت سيرة نِـزار امامه، فهو منذ اول لحظة ظهر فيها نِـزار ويعتبره عـدو وليس فقط منافـس.
قطـع حبل افكارها صوته مع توافق جلوسه علي مقعد جوارها بينما يسألها بأهتمام:-
_قررتي اية؟
_فـي أية؟
_حياتك.. ولا هتنامي عمرك كله! انتي مهندسة ديكور علي ما أظن؟
اؤمات بنعم، فقال:-
_خلاص تعالي من بكرة عندي الشركة وامسكي ادارة قسم التصاميم عندي
هتفت بضحكة غير مصدقة:-
_الأدارة مرة واحدة!
هتف غامزًا:-
_انتي في عصر الوسطة والرشوة
تعالت ضحكاتها وهي تهتف بحزن مصطنع:-
_متوقعتش ان نِـزار الرشيد يكون كدا.. رشوة يانـزار رشـوة!
هتف ممازحًا وهو يضع يده علي فمها بـ نيـة أسكاتها:-
_أشـش، أسكتي.. هتفضحيني
أبتعد وأعتدل في جلسته متابعًا:-
_وبعدين دي حاجة مبتطلعش غير لـ الحبايب
وأخر كلمة.. قالها بلكنة خاصة، خاصة جدًا، لازال عقلها الصغير لا يستوعبها..
زفرت وجعًا قبل ان تقول وهي تنظر لنقطة ما بشرود:-
_مش جاهزة دلوقتي اخرج من البيت، ممكن أأجل الموضوع شوية؟
نهض عن جلسته مستعدًا لـ المغادرة و:-
_تمام.. براحتك
اشار لها بأصبعه محذرًا.. متابعًا:-
_بس مش هسيبك علي راحتك كتير، انا مش بحب الناس اللي بتداري ورا الحيـط دي
****
ضرب علي ظهر مكتبه بعنف، متجاهلًا كتفه المصاب وهو يصيح بنبرة صارخة:-
_يعني اية ملهاش أثـر! يعني أية مش عارفين تلاقوها! خلاص فـص ملح وداب؟ حتة بنت متوهه وراها رجالة بـشنبـات
تنحنح أحدهم وهو يجيبه:-
_ياباشا هي شكلها عاملة حسابها ومتدارية كويس و..
قاطعه وهو يشير له بيـده بأن يصمت:-
_مش عايز كلام كتير، نازلي ان مظهرتش خلاص 48 ساعة بالكتير فيها موتكم، سامعيـن؟
اؤما الجميع بنعم، فتابع وهو يشيـر لهم بالمغادرة:-
_اتفضلوا من قدامي دلوقتي وشوفوا شغلكم عـدل
بعد مغادرتهم.. توجه الي صورتها التي تحتل جزء كبير من الحائط، تلمس ملامحها ببًطء وهو يقول بعيون فحمية من الغضب:-
_هترجعيلي.. مش هسيبك تعيشي وتتهني بعيد وانا في نـار هنا يانازلي، هتجيلي ووقتها وريني مين هيرحمك من تحت ايـدي
قال اخر كلمة بفحيح.. مُرعـب.
هكذا بعض البشـر..
تـري أنها الأقـوي!
متناسية ان لا نهاية لنهاية..
ولا هناك كبير يعلو فوق الأرض
ولكل سلطانًا.. سلطان
وسلطان رشوان.. نِـزار..
****
_لا سيبه يعرف..
بدأ في ملئ فنجانه من مكينة صنع القهوة جاهزة وهو يحادث الطرف الأخر علي الهاتف والذي لم يكن سوي ” عمـاد ” ذراعه الأيمن والنصف الأخر من عقله المدبـر..
_اها خلي رجالته تعرف من المـرور اني صاحب العربية، تـوء.. أخاف! دا انا مستني اللحظة دي من زمان
عمـاد من الطرف الأخر:-
_انت مش في قلب الحدث فـ مش خايف يانِـزار، قدر مشاعر نازلي
قال بنبرة جادة وهو يأخذ فنجان القهوة ويخرج من المطبخ:-
_ما كله علشان نازلي! انا عايز اجيب اخر رشوان علشان هي تعرف تكمل.. لسبب ما أجهله نازلي بتخاف منه، ومرعوبة منه رغم انه لدلوقتي مظهرش في الصورة، فأنا عايزه يظهر واجيب اخره علشان تعرف تتعايش كويس حتي وهو ظاهر في حياتها
تنهد عماد مطولًا و:-
_اتمني تكون نظريتك صح، وظهوره ميتعبهاش
قال بثقـة:-
_متقلقش، انا واقف في ضهرها..
بالطابق العلـوي..
كانت تقف تنظر لمرآتها بعيون شاردة، تتفحص ملامحها الجميلة.. بعيون كارهه، هي الفتاة الوحيدة التي تكره كونها جميلة، وفاتنة.. تلك الحقيقة تتعبها وياليتها تستطيع ان تبوح عن السـبب..
تذكرت كلماتها الاخيرة لنِـزار، ووعدها له بانها ستخرج من تلك القوقعة، تنهدت بزفـر وهي تهمس لنفسها بتشجيع:-
_مش هستني تاني، لازم أبطل أخاف منه، لازم أبقي قوية واتوقف عن اصطناع القوة، لازم يانازلي انتي دلوقتي مبقيتش لوحدك، بقي عنـدك اللي تتسندي عليه..
صممت وهي تفكر مليًا، قبل ان تطرق الي الأرض وتهمس بخفوت شـديـد:-
_بس.. هل هو فعلًا أهل ” متأهل ” لـ إني أتسند عليه!
****
‘ تستطيع ان تواجه، عندما تقتنع أنك قـوي، غير هذا عبثًا ‘
تأوهت بألم وهو ترفع عيونها عن الورقة التي أمامها، فهي تعدل في تصميم ما منذ ثلاث ساعات تقريبًا، فقد غرقت فيه كليًا وقد شعرت ان شغفها عاد إليها فجاة، والفضل يعود لـ نِـزار، الذي بعد ان قال سيمنحها وقتها لتستعد وجدته بالصباح يقف علي رأسها ولم يصمت حتي نهضت لتتجهز وتذهب معه
ومنذ أن وصلت وهي تعمل، أبتسمت برضي وهي تري نتيجة ما فعلت، كان تصميم لـ ديكور قصـر فخم، مطلوب خصيصًا من شركة نِـزار من قِبـل أميـر سعـودي
لكن.. قطع صفاء تلك اللحظات صوت عالٍ يأتيها من الخارج، ضيقت بين حاجبيها وهي تفكر بتعجب ما سبب هذا الصراخ؟
قبـل ان تنتفض رعبًـا وهي تميز صوت رشوان من بين عدة اصوات عالية، توجهت نحو الباب وفتحته بقوة..
فطل المشهد الأتـي:
بوسـط الممـر الفاصل بين مكتبها هي وسكرتيرة نـزار وغرفة الاجتماعات.. ومكتب عماد، وبين غرفة مكتب نزار، كان يقف رشوان بعيون تطلق شـرار أمام نزار، الذي حالته لا تختلف عنه كثيرًا بل كانت أشـد سوءًا منه.. لكنه كان يستخدم كامل قوته ليستطيع التحكم في لجام غضبه
صـك رشوان علي اسنانه، واردف من بينهم بتحذير:-
_خليني أمشي بنازلي من هنا ياابن الرشيد ومتكسبش عداوتي
أجابه ببرود، مبالغ فيـه:-
_نازلي مش هتمشي معاك غير برضاها، غير كدا أنسـي
ورشوان يعلم انها سترفض، بل هي بالتأكيـد تعتبر ما يحدث وتمسك نزار بها نجدة من الله لها.. تنفس بعمق قبل ان يقول باخر محاولة له في الهدوء والمسايرة مع ذلك العنيـد:-
_اعطيني نازلي وانا هحل مشاكلي معاها، دي مشاكل عائلية انت متدخلش فيها..
تابع بتحذير:-
_علشان متتأذاش
وضع يداه بجيوب بنطاله بكل برود وهتف بأستفزاز:-
_انا بحب اتأذي، اللي عندك أعمله، اخرك جيبه
رفع اصابعه في وجهه صائحا:-
_هبلغ عنك انك خاطفها
نـزار:-
_تحب اوديك بنفسي لـ القسم؟ طيب ابلغ عن نفسي طيب؟ طيب والله لو تشوفها بعد ما عاشت عندي، روحها ردت فيها كدا واتملت، دا الناس لو عرفت اني بعمل كدا مع اللي خاطفهم هلاقيهم عندي طوابيـر
أقترب رشوان منه بعصبية، لبرود الاخر الذي يستفزه بحديثه، رفع يده ناويًا لكمه، لكن الاخر مسك يـده، راح يضغط عليها بقوة حتي تألم الاخر، وقال من بين اسنانه المطبوقة بعصبية:-
_لو عايز تمشي علي رجليك ومعاك كرامتك.. امشي دلوقتي ومن غير شوشرة أحسنلك، ولو عايز تتهان قولي
نظر له رشوان لـ لحظات ثم ألتف حوله فأدرك ان المعركة خاسرة، هناك عدة موظفين من الشركة يتابعون ما يحدث بفضول، وبعض رجال الامن متأهبون لـ التدخل، ورجاله هم.. بالطبع وسط ملك نزار لن يستطيعوا باي حال من الاحوال الفوز عليه..
واثناء تفحصه لـ كل ما حوله، وقعت عيناه علي نازلي، التي ارتجفت ما ان وقعت عيناها علي عيناه، رمقها بنظرة غريبة.. لم يفهم معناها سواها، والتي ما ان توصل لها المعني أرتعش جسدها خوفًا!
تابع نظرته ببسمة ذات معني لها، قبل ان يعاود بانظاره لنزار الذيستابع كل ما يحدث بعيون صقر مافحص و:-
_همشي.. بس لازم تعرف ان كلامنا منتهاش ومش هينتهي طول ما نازلي معاك
وغادر، تاركًا خلفه رائحة دخان ناتجة عن أشتعاله الداخلي..
****
مـد يده لها بكوب ماء لتتناوله، لكن ارتعاش يدها البيٌن منع من استطاعتها في امساكه بذاتها، فرفع الكوب نحو فمها وراح يناولها الماء بيده باهتمام وهو يربت بيده الاخري علي خصلاتها لتهدئ..
أنتهت اخيرا من شرب الماء، وضع الكوب علي طاولة مكتبها ونظر لها يسأل باهتمام:-
_أحسن؟
أؤمات بنعم وهي تزفر عدة مرات زفرات تخرج فيها قلقها الموجود باعماق قلبها، صمتت لـ دقيقتين احترمهم هو وصمت أيضًا.. حتي قالت بخوف وعيون باكية:-
_بس.. لسة خايفة!
نظر لعيونها.. فوجد فيهم ضـلال وتوهان، خائفة هي ك قـط فَقَدَ مسكنه بغمضة عين، وسينقذها هو ك رجل رقيق القلب قرر ما ان وقعت عيناه علي القط بحمايته مهما كلفه ذلك من مـال وأرهاق! وهنا.. سيمنحها هو كل شئ.. أهمهم الأمـان الذي تفتقده!
سحبها من يدها وجعلها تقف امامه، مسك يداها الاثنتان بكلتا يداه و:-
_طول ما أيدي بتسمك ايـدك متخفيش، انا مستحيل اسيب أيـد متمسكة فيا يانازلي، او اخليها تتعرض لأذي، رشوان لازم توصلي لعقلك فكرة انه اقل من انه يأذيكي، وصلي لعقلك انه تقدري تواجهيه وتتغلبي عليه مش بالدم تـوء..
اؤما بالنفي وتابع وهو يضرب بأصبعيه علي جانب رأسهـا:-
_بعقلك.. اعرفي عن عدوك كل نقاط ضعفه وواجهيه بيها، أنهيه وموتيه بيها، انا اعرف عن رشوان ان الفلوس هي اهم واول نقاط ضعفه ودي هي سلاحي الحالي لحد.. ما انتي تهدي خالص وتدرسي شخصيته اللي عشتي معاها سنين وتقوليلي.. اية اللي ممكن نكسر بيه كمان رشوان.. تمام؟
اؤمات بنعم وهي تبتسم، وقد شعرت ان كلماته سقطت علي جروحها فدواتها.. حتي لم يبقي لها أثـرًا!
_يـلا نمشي، كفاية شغل لحد كدا
وصفة اخري تكتشفها به، هو ليس ألـة عمل كما توقعت بل العمل هو أخر شئ يهتم به، ولا يعطيه من وقته اكثر مما يستحق.. حقًا عجيب هذا الرجل!
****
‘ في بعض الأحيـان.. تنكسر أرواحنا دون أن نـدري، ويجبر تلـك الكسـور غريبًا دون أن يقصد ‘
كانا يقفان معًا بمطبخ المنزل، يصنع لها مكرونة بالصوص الابيض التي اشتهتها بقطع الدجاج وهي تتابع ما يحدث وخبرته بالطهـي بعيون شغوفة، تشعر بقلبها يـدق وهي تراه يفعل هذا، شيئًا طالاما تمنت حدوثه بصورة اخري، أن يكون الواقف امامها هو والدتها مثلًا! هي مَن تفعل ذلك لأجلها، تأخذ من وقتها لتمنحه لها بينما تصنع لها شيئًا خصيصًا لها، لم تستوعب انها كانت تحتاج لشئ كهذا وانه لربما كان ليفرق معها أن حدث إلا وهي تراقب نـزار الأن وفعلته تلك بـ قلـب دقاته تتصارع كالطبول، تحب الاشياء التي يمنحها اياها نزار، هو يطيب جروها ببساطة دون ان يدري.. يعطيها دفء تفتقده وحنان كم رغبت به من خلال اهتمامه، وأمـان!
والأمـان كان اكثر ما تحتاجه حقًا!
قطع شرودها صوته والذي لم يكن ينتبه لشرودها الحزين هذا وهو يقول بمرح بينما يمد لها يده بصحن ملئ بالمكرونة:-
_ودلوقتي اقدر اقولك انك هتدوقي احلي طبق مكرونة في حياتك..
اخذته منه وهي تيتسم بلطف، بدأت تتذوق اولا بقلق انزاح سريعا وهي تتلذذ بالطعام وهو يراقبها بحنان.. ك أب يراقب طفلته!
قطع تلك اللحظات رنيـن هاتفه، كان المتصل عماد، الذي ما ان رد عليه حتي جاءه صوته الصادح:-
_رشوان بيعمل مصيبة يانزار..
قطب جبينه، رمـق نازلي لـ لحظات قبل ان يتركها وينسحب ببطء من المطبخ ويخرج منه متوجهًا لمكان بعيد ليستطيع ان يتحدث براحة
و:-
_عمل اية؟
قالها بملامح جامدة.. ازداد تجمدها وعبوثها وهو يسمع كلام عماد:-
_سـرب لـ الصحافة خبر قعاد نازلي عندك، وبما ان خبر زي دا وصل لـ الصحافة اكيد انت عارف اية اللي هيحصل!
سبـه سبـة بذيئة بداخله وهو يرجع خصلات شعره السوداء الكثيفة لـ الخلف.. ذلك الحقير….
قطع وصلة سبابه رنين يقاطع حديثه مع عماد، نظرت لـ المتصل وجده رشوان، قال بنبرة متسارعة لعماد:-
_اقفل دلوقتي، الحيوان بيرن..
قال عماد بعجالة وهو يغلق:-
_خليك هادي، متخلهوش يعصبك
وأغلق معه، ورد الأخر علي رشوان سـريعًا، الذي جاء صوته الماكر من الطرف الاخر:-
_مش عارف الخبر وصلك ولا لا يانزار باشا، بس الصحفيين كلهم اللي بيحبوك بقي عندهم خبر بـ سكن نازلي عندك، وانت عارف عقلهم هيوصلهم لاية! وان موصلهمش فأنا هعرف اوصلهم الامر بطريقتي ازاي، فـ علشان تتقي فضيحة انت مش قدها.. نازلي ترجع قبل صلاة العشا، يااما.. سيرتك انت وهي هتكون علي كل لسان في مصر
صاح فيه بعنف:-
_يا*** و*** مش مكسوف من اللي بتعمله دا؟ انت أب انت!
صـاح رشوان بوقاحة:-
_انا اعمل اي حاجة.. سمعت اي حاجة مقابل انها ترجعلي، نازلي توصلي قبل العشا ياما فضيحتك هتبقي بجلال ومش هتعرف تلم الموضوع، رجعلي نازلي وانا هقول اني طلبت منك تقعد عندك كام يوم علشان خايف عليها من منافـس ليـا وهلملك الموضوع بطريقتي
صمت نزار لفنية.. ظـن فيها رشوان ان الاخر استسلم.. و سـ يوافق، قبل ان يصل له صوت نزار الواثق يقول:-
_مين قالك اني مش هعرف ألم الموضوع؟ انا already هلمه يارشوان ياباذ.. هلمه بطريقة مش هتخليك تعرف تبعد نازلي عني بعد انهاردة إلا بموتي
وقبل ان يستوعب رشوان كلماته، كان قد أغلق نِـزار الأتصـال في وجهه
واتصل علي رقم أخر، لحظات وجاء الرد.. فصدح صوته بـ:-
_نص ساعة ياعماد.. نص ساعة مش اكتر والاقيك داخل عليا بمأذون وأتنيـن شهـود….
اترك رد